تمر أوراسيا بمرحلة تحول لافت، مع بروز تعاون متعمق بين موسكو ويريفان وطهران، تتجلى ملامحه في بنية اقتصادية مترابطة تُعد بديلاً للطرق التقليدية الخاضعة للهيمنة الغربية. ولا يقتصر التعاون على مصالح آنية، بل يتجه نحو بناء نموذج طويل الأمد للتكامل.
بدأ التحول مع تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي عام 2025، وهو ما أدّى إلى إعادة توجيه التجارة الإقليمية نحو ممرات برية عبر أرمينيا وإيران وروسيا.
يمنح هذا الإطار روسيا فرصة لتجاوز العزلة والوصول إلى أسواق الشرق والجنوب، مستفيدة من موارد إيران وموقعها. وازدادت أهمية ممر الشمال–الجنوب الذي خفض زمن الشحن إلى النصف مقارنة بالطريق عبر السويس.
من جانبها، تحصل إيران على نافذة واسعة لتعزيز صادراتها والوصول إلى سوق كبير دون أثمان سياسية مرتفعة. أما أرمينيا، فترتقي إلى موقع محوري عبر مكاسب مالية مباشرة وتحول تدريجي إلى مركز لوجستي.
وتُعد مشاريع ربط السكك الحديدية والطرق بين الدول الثلاث، خاصة خط رشت–آستارا، الأساس الذي سيكتمل عليه هذا الممر خلال سبع سنوات، فاتحاً ممراً استراتيجياً يصل الخليج بروسيا والهند.
يمثل هذا المثلث نموذجاً تعاونياً جديداً في أوراسيا، يقوم على المصالح الاقتصادية المتبادلة ويُتوقع أن يكون أحد أهم مراكز التغيير في الاقتصاد العالمي خلال العقود القادمة.

















Discussion about this post